شكتني ثريــــــا الى والـــــدَّيـــــا ** وقـــالــت : فتاكم تجنى عليا
حسا الخمر حتى استطارت هداه ** فشدَّ وألوى عـلى نــاهــديـــــا
وبالرغم مــني ترضَّب ثغري ** وطـــوَّقَ نــحْـري ولاكَ المُحيــا
قــد امتصَّ شهدي وزعفر وردي ** وعــاثت يــــداه برمانتيـــــــا
أتى كــــل هـــذا وولَّى فخـــلّــى ** فــؤادي وقيــداً وعينيَّ ريــــّا
وظلّـــتْ ثُــريــــا تُــغــالي وتبكي ** فهاج بُكــــاها بُـــكــا والديّــا
وفـــاوض أمي أبي في فتـــــاها ** وقــال: إلام تمــــاديـــه غيّــا؟
فقــالت: سيصحو وأسديهِ نُصحي ** ولا ذنبَ إلا لتلكَ الحُميـــــا
متى جـــاء أخـــلو بهِ في خبائي ** وأكْــتَـنُ خدّيهِ بين يــــديــــــا
وأمتصُ من فيه خَــمْـــراً حســاها ** فيصحو من السُكْــرِ شيئاً فشيا
فقالت ثريا: اذا كــــــان هـــــذا ** الـدواءُ دواه، كِــلِيـــــهِ إلـــيــــا
أنا بامتصاص المراشف أدرى ** ومــــا اعتــــاد فوهُ سِـــــوى شفتيا